بحر الدموع (صفحة 138)

وأنشدوا:

ولاحن في الفعال ذو زلل ... حتى إذا جاء قوله وزنه

قال وقد أكسبه لفظه ... تيها وعجبا أخطأن يا لحنه

قلت أخطأ الذي يقوم غدا ... ولا يرى في كتابه حسنه

روي أن رجلا نظر إلى بشر بن منصور السليمي رضي الله تعالى عنه وهو يطيل الصلاة، ويحسن العبادة، فلما فرغ قال له: لا يغرّنك ما رأيت مني، فان إبليس، لعنه الله، عبد الله آلافا من السنين ثم صار إلى ما صار إليه.

فمن سعادة المرء أن يقرّ على نفسه بالعجز والتقصير في جميع أفعاله وأقواله.

قيل المهلكات أربع هي: أنا، ونحن، ولي، وعندي.

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "النادم على الذنب كمن لا ذنب له" (?) ،

" النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت من الله تعالى" (?) .

قال أبو الدرادء رضي الله عنه: إن ناقدت الناس ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك، فالعاقل من وهب نفسه وعرضه ليوم فقره، وما تجرّع مؤمن أحب إلى الله عز وجل من غيظ كظمه، فاعفوا يعزكم الله، وإياكم ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فانها تسري بالليل والناس نيام.

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أعظم الخطايا الكذب، وسب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر، يغفر الله له، ومن يصبر على الرزيّة يعقبه الله خيرا منها.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما أخذ موسى عليه السلام الألواح، نظر فيها، وقال: الهي، أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا من قبلي، فأوحى الله تعالى إليه: أتدري لما فعلت ذلك بك؟ قال: لا. قال: نظرت إلى قلوب عبادي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015