قَالَ المُصَنِّفُ: «اعْلَمْ أَنَّ الحَالَ نَصْبٌ أَبَدًا، وَهُوَ كُلُّ اسْمٍ نَكِرَةٍ جَاءَ بَعْدَ اسْمٍ مَعْرِفَةٍ قَدْ تَمَّ الكَلَامُ دُونَهُ.
تَقُولُ مِنْ ذَلِكَ: (جاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا)؛ نَصَبْتَ (رَاكِبًا) عَلَى الحَالِ؛ أَيْ جَاءَ فِي حَالِ رُكُوبِهِ.
وَمِثْلُهُ: (أَقْبَلَ زَيْدٌ ضَاحِكًا) وَ (هَذَا أَخُوكَ مُنْطَلِقًا) وَ (ذَاكَ عَبْدُ اللهِ هَارِبًا) (وَعِنْدَكَ عَمْرٌو جَالِسًا)، وَقِسْ عَلَيْهِ».
(الشَّرْحُ): هُوَ الاسْمُ الفَضْلَةُ الَّذِي يُذْكَرُ لِبَيَانِ حَالِ صَاحِبِهِ، وَيُرَادُ بِهِ: إِظْهَارُ الهَيْئَةِ وَكَيْفِيَّتُهَا.
وَلَا يَكُونُ الحالُ إِلَّا نَكِرَةً وَمَنْصُوبًا، أَمَّا صَاحِبُ الحَالِ وَالهَيْئَةِ فَلَا يَكُونُ إِلَّا مَعْرِفَةً، وَقَدْ يَكُونُ مَرْفُوعًا أَوْ مَنْصُوبًا أَوْ مَجْرُورًا.
وَيُرادُ بِالفَضْلَةِ: أَنَّ الحَالَ لَا يَكُونُ فِي الجُمْلَةِ مِنْ تَمَامِ تَرْكِيبِ الكَلَامِ؛ إِنَّمَا يَقَعُ مَوْقِعَ الفَضْلَةِ؛ أَيْ: يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَغْنَى عَنْهُ فِي الجُمْلَةِ مِنْ حَيْثُ التَّرْكِيبُ.
فَمِنْ أَمْثِلَةِ الحَالِ: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا)؛ فَكَلِمَةُ (رَاكِبًا) عَلَى النَّصْبِ لأَنَّهَا