قَالَ المُصَنِّفُ: «اعْلَمْ أَنَّ الأَفْعَالَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: فِعْلٌ مَاضٍ، وَفِعْلٌ مُسْتَقْبِلٌ، وَالأَمْرُ، وَالنَّهْيُ».
(الشَّرْحُ): تَقَدَّمَ أَنَّ الفِعْلَ يُرَادُ بِهِ: كُلُّ لَفْظٍ دَلَّ عَلَى مَعْنًى مُسْتَقِلٍّ فِي نَفْسِهِ مَعَ اقْتِرَانِهِ بِزَمَانٍ مَخْصُوصٍ - مِنْ مَاضٍ أَوْ حَاضِرٍ أَوْ مُسْتَقْبَلٍ -؛ كَقَوْلِكَ: (ضَرَبَ يَضْرِبُ اضْرِبْ، وَقَامَ يَقُومُ قُمْ، وَجَلَسَ يَجْلِسُ اجْلِسْ).
وَقَدْ قَسَّمَ المُصَنِّفُ الفِعْلَ إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: مَاضٍ، وَمُسْتَقْبِلٍ، وَأَمْرٍ، وَنَهْيٍ.
وَالمُسْتَقرُّ عِنْدَ أَهْلِ النَّحْوِ أَنَّهُ عَلَى ثَلاثَةٍ: المَاضِي، وَالمُضَارِعِ، وَالأَمْرِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي البَابِ الأَوَّلِ.
وَلَا إِشْكَالَ - هُنَا - بِالشَّرْحِ عَلَى طَرِيقَةِ المُصَنِّفِ وَمَسْلَكِهِ فِي تَقْسِيمِ الأَفْعَالِ؛ فَهِيَ مُصْطَلَحَاتٌ لَا مُشَاحَّةَ فِيهَا مَا لَمْ تُغَيِّرْ مِنَ القَوَاعِدِ النَّحْوِيَّةِ الَّتِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهَا عُلَمَاءُ النَّحْوِ.
قَالَ المُصَنِّفُ: «فَالمَاضِي: مَا حَسُنَ فِيهِ (أَمْسِ)، وَهُوَ مَفْتُوحُ الآخِرِ أَبَدًا، نَحْوُ: (سَارَ وَبَانَ وَخَرَجَ وَغَدَا وَرَاحَ)».