إياكم ثم إياكم أن تستجيبوا لوساوس الشيطان بأنكم لا تصلحون لتدبري وفهم آياتي، فيقينًا أن كل مسلم عاقل يقدر على فهمي - ولو بشكل إجمالي - ومن ثم الاهتداء بهداي، والتأثر بمواعظي، فلقد أودع الله في آياتي القدرة على التأثير على الحجارة إن خاطبتها، فكيف بقلوبٍ خلقها ربي لتكون أوعيةً لمعرفته؟!
قد يتأخر الإمداد من ربكم لحكمة منه سبحانه، فلا تيأسوا، وأيقنوا بأن نوري قادم إلى قلوبكم لا محالة طالما اشتد عزمكم، وتاقت أنفسكم للدخول إلى مأدبتي، وتذوق حلاوتي.
عاهدوني أن ترتلوا آياتي بترسل وتؤدة، وتدبر، وصوت حزين .. حركوا بها قلوبكم، وترنموا بها في لياليكم، ولا يكن همكم سرعة الانتهاء من وردكم.
سارعوا إلى حملي، فأمتكم في حالة من الضياع والتفكك والتشرذم لم يسبق لها مثيل، فلقد طال سباتها، واشتد مرضها، ولا علاج لها إلا من خلالي .. أنا الكلمة السواء التي لا يختلف عليها اثنان، ومن خلالي تنغلق أبواب الشيطان والشبهات والشهوات أمامكم، فيسهل توحدكم والتفافكم حول رايتي.
إن المستضعفين من إخوانكم المسلمين في كل مكان ينتظرون الفرج، فاحملوا مصباحي، واجمعوا الناس حول نوري، وناولوا دوائي كل شاردٍ وغافل.
وأبشروا بالنصر، فما أسرع تنزله على جيل القرآن.
يقينا لو أحسنتم التمسك بي، سيعود لكم مجدكم الزائل، ودياركم المسلوبة .. ستعود القدس ويافا وحيفا وعكا .. ستعود كشمير والأندلس، وسترتفع راية التوحيد على روما، وستعود أمتكم أمة واحدة .. دستورها واحد، وغايتها واحدة، وخليفتها واحد ..
واعلموا أن استمرار عزكم ومجدكم - بعد تحققه - مرهون بتمسككم بي، فلا ترتكبوا أخطاء من سبقكم حين تركوني وانشغلوا بغيري.
أنفذوا وصية نبيكم بالتمسك بي، واجعلوني وصيتكم لأبنائكم وكل من حولكم تفوزوا بخيرَي الدنيا والآخرة .. ألم يقل ربي {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} [طه: 123]؟!
هذا ندائي إليكم، فهل من مجيب؟!