قال: لا، ولكن أبدأُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم الأقرب فالأقرب إليه، فوضع الديوانَ علي ذلك، فبدأ ببني هاشم، وبني المطلب، ثم ببني عبد شمس، ثم ببني نوفل بن عبد مناف، ثم سائر الناس (?).
فأقسمُ بالله! لو قدمَ مثلُ ذلك علي قايتباي، لم يهتم لقسمه، ولا خاف أن يموت وهو عنده، ولَمَا أعطي أحدًا منه درهمًا.
وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ أبي طاهرٍ، أنا الجوهريُّ، أنا ابنُ حيويه، ثنا أبو الحسنِ بنُ معروفٍ، ثنا الحسينُ بنُ فهمٍ، ثنا محمّدُ بنُ سعدٍ، يرفعه إلي محمّدِ بنِ سيرينَ، عن الأحنف، قال: كنا جلوسًا بباب عمر، فمرتْ جارية، فقالوا: سُرِّيَّةُ أميرِ المؤمنين، فقالت: ما هي لأمير المؤمنين بسريَّة، وما تحلُّ له، إنها من مال الله، فما هو إلا قدر أن بلغت، وجاء الرسول فدعانا، فأتيناه، فقال: ماذا قلتم؟ فقلنا: لم نقل باسًا، مرت جارية، فقلنا: هذه سريةُ أمير المؤمنين، فقلتَ: ما هي لأمير المؤمنين بسرية، وما تحل له، إنها من مال الله، فقلنا: ماذا يحلُّ له من مال الله؟ فقال: أنا أخبركم بما يحلُّ لي منه، حُلَّتان: حلةٌ في الشتاء، وحلة في القيظ، وما أحجُّ عليه وأَعتمر من الظَّهْر، وقوتي وقوت أهلي كقوت رجلٌ من قريش، ليس بأغناهم، ولا أفقرهم، ثم بعدُ أنا رجلٌ من المسلمين يُصيبني ما أصابهم (?).