فقال:

أقفرَ منْ أهلهِ عبيدُ ... فليسَ يبديَ ولا يعيدُ

فقال له المنذر: أنه لا بد من الموت. ولو عن لي النعمان يعني: في يوم بؤسي لذبحته، فاختر لنفسك قتلة.

فقال: اسقني الخمر، وافصدني في أكحلي.

ففعل وطلى بدمه الغريين، ولم يزل المنذر كذلك، حتى مر به رجل من طيئ، يقال له: حنظلة بن أبي عفر.

فقال له: أبيت اللعن، إني والله أتيتك زائراً، ولأهلي من خيرك مائراً، فلا تكن ميرتهم قتلي.

فقال: لابد من ذلك، فسلني حاجة قبله، أقضها لك.

فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي، وأحكم من أمرهم ما أريد، ثم أصير إليك. فتنفذ في حكمك.

فقال: ومن يكفل بك حتى تعود؟! فنظر في وجوه جلسائه، فعرف شريك بن عمرو، أبا الحوفزان بن شريك الشيباني، فقال أبيات أولها:

يا شريكٌ بنَ عمرو ... ما من الموتِ محالهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015