(146)

وأنشد أبو علي في الباب.

(146)

فإنَّا رأينا العرضَ أحوجَ ساعةً ... إلى الصَّونِ منْ بردٍ يمانٍ مسهَّمِ

هذا البيت لأوس بن حجر.

الشاهد فيه

تعلق الظرف، بقوله: "أحوج"، أورده، تقوية للبيت الذي قبله، بيت الأعشى، ودليلاً عليه.

المعنى

ويريد: أبو علي بتعلق الظرف "بأفعل" وتعلق "من" في البيت الذي قبله، بما دل عليه أكثر من معنى الكثرة، وبما دل عليه "أحوج"، لأنهما وإن ضعفا عن قوة شبه الفعل، فليس هما بأضعف من المعنى الذي يعمل في الظرف، وليس لفظ الفعل موجوداً فيه، كما في "أفعل"، مع أنه قد أشبه الفعل من أوجه.

وقال أبو علي في "التذكرة": "ساعة" منتصبة بأحوج"! لا "بوجدنا"، لأنه لو كان منتصباً "بوجدنا"، لكان قد فصل بين "أحوج" وبين ما هو من صلته، يعني: "إلى الصون من ريط" بما ليس من صلته، يعني "ساعة".

وقال أبو الفتح: كان ينبغي أن يقول: أشد احتياجاً، لأنه من "احتاج" لكنه حذف الزيادة للضرورة، وبناه على الأصل، ونظائره كثيرة.

وأما قوله: "ساعة": فيريد: ساعة الضب، فاستغنى عن إضافته لدلالة المعنى عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015