وأنشد أبو علي في الباب.
(124)
لا تحرزُ المرءَ أحجاءُ البلادِ ولاَ ... تبنى لهُ في السمواتِ السَّلاليمُ
هذا البيت لابن مقبل.
"أحجاء"، وهو جمع حجا، وهو الملجأ والمهرب، وقيل: هو الجانب، أنشد أحمد بن يحيى:
كأيمِ الحجا إنْ تمكنِ الأيمَ شدَّةٌ ... على قرنهِ تفصلهُ فضلاً هو الفصلُ
وهو اسم مقصور، ولامه واو، يكتب بالألف، وهو من قولهم: حجاه يحجون، إذا أخفاه.
ويقولون: فلان لا يحجوا سراً: أي: لا يكتمه، والسقاء لا يحجو الماء، أي: لا يحسبه، والراعي لا يحجو ماشيته: أي لا يحبس ماشيته عن المرعى.
وهكذا الملجأ، يحجو من فر إليه، وحجي في معنى: خليق، يقال: إنه لحجي أن يفعل ذلك، وحجٍ، وحجا.
فمن قال: حجاً، لم يثن ولم يجمع، ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن قال: حجي، وحجٍ، ثنى وجمع وأنث، قال ذو الرمة:
فو الله ما أدري أجولانُ عبرةٍ ... تجودُ بها العينانِ أحجى أمِ الصَّبرُ
وبعضهم يهمز حجئ.