أشارتْ بأنَّ الحيَّ قدْ حانَ منهمُ ... هبوبٌ ولكن موعدٌ لك عزورُ

فما راعني إلاَّ منادٍ برحلةٍ ... وقد لاح مفتوقٌ من الصَّبحِ أشقرُ

فلما رأتْ منْ قدْ تنوَّرَ منهمُ ... وأيقاظهم قالتْ: أشرْ كيف تأمرُ

فقلتُ: أباديهمْ فإمَّا أفوتهم ... وإمَّا ينالُ السَّيفَ ثأراً فيثارُ

فقالت: أتحقيقاً لما قالَ كاشحٌ ... علينا وتصديقاً لما كانَ يؤثرُ

فإنْ كان ما لابدَّ منهُ فغيرهُ ... منَ الأمر أدنى للخفاءِ وأسترُ

أقصُّ على أختيَّ بدءَ حديثنا ... وما لي منْ أنْ تعلما متأخّرُ

لعلَّهما أنْ تبغيا لكَ مخرجاً ... وأنْ ترحبا سرباً بما كنت أحصرُ

فقامتْ كئيباً ليس في وجهها دمٌ ... منَ الحزنِ تذري دمعةً تتحدَّرُ

فقالت: لأختيها أعينا على فتى ... أتى زائراً والأمرُ للأمرِ يقدرُ

فأقبلتا فأرتاعتا ثمَّ قالتا ... أقلَّي عليكِ اللَّومَ فالخطبُ أيسرُ

يقومُ فيمشي بيننا متنكراً ... فلا سرُّنا يفشو، ولا هوَ يبصرُ

فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

فلما أجزنا ساحة الحيَّ قلنَ لي: ... ألمْ تتَّق الأعداءَ واللَّيل مقمرُ

وقلنَ أهذا دأبكَ الدَّهرَ كلَّهُ ... أما تستحي أو ترعوي أو تفكَّرُ

ويروى أن ابن الأزرق، أتى ابن عباس يوماً، فجعل يسأله، حتى أمله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015