وكائن للمهلَّب منْ نسيب ... ترى بلبانه أثرَ الزّيارِ

نجارك لمْ يقدْ فرسا ولكنْ ... يقودُ السَّاجَ بالمسدِ المغارِ

عميَّ بالَّتنائفِ دونَ نضحي ... دليلُ اللَّيلِ في اللُّججِ الغمارِ

وما لله تسجدُ أوْ تصلَّي ... ولكنْ تسجدونَ لكلَّ نارِ

فلما ولي سليمان بن عبد الملك، يزيد بن المهلب على خراسان والعراق، خاف الفرزدق بني المهلب، فقال يمدحهم:

فلأمدحنَّ بني المهلَّبِ مدحةً ... غرَّاءَ قاهرةً عن الأشعارِ

مثلَ النُّجومِ أمامها ووراءها ... يجلو العمى ويضيءُ ليلَ السَّاري

ورثوا الطَّعان عن المهلَّبِ والقرى ... وخلائقاً كتدفُّقِ الأنهارِ

كان المهلَّبُ للعراقِ وقايةً ... وجنى الرَّبيعِ ومعقلَ الفرَّارِ

وإذا الرجال رأوا يزيدَ رأيتهم ... خضعَ الرَّقابِ نواكسَ الأبصارِ

ما زالَ مذْ عقدتْ يداهُ إزارهُ ... فسما فأدركَ خمسة الأشبارِ

يدني خوافق من خوافقَ تلتقي ... في ظلَّ معتركِ العجاجِ مثارِ

وأنشد أبو علي في باب من العدد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015