وإنما يقال: السداد في الدين.

فقال له المأمون: مقبول منك يا أبا محمد! فلما انصرف إلى منزله، وأفاق من نبيذه، تذكر ما كان منه، فتندم، فكتب إلى المأمون:

أنا المذنبُ الخطَّاءُ والعذرُ واسعٌ ... ولوْ لمْ يكنْ ذنبٌ لما عرفَ العفوُ

سكرتُ فأبدتْ منِّي الكأسُ بعضَ ما ... كرهتُ، وما إنْ يستوي السُّكرُ والصَّحوُ

ولاسيَّما إذْ كنتُ عندَ خليفةٍ ... وفي مجلسٍ لا يستقيمُ بهِ اللَّغوُ

فإن تعفُ عنِّي يلفَ خطويَ واسعاَ ... وإنْ لا يكنْ عفوٌ فقدْ قصرَ الخطرُ

فوقع المأمون تحت الرقعة، "النبيذ بساط يدرج، فاطو حديث النبيذ في بساطه". ويقال: إن هذه الكلمة لم تعرف قبل أن ينطق بها المأمون.

وأخذ بعض الشعراء هذا المعنى في مدح مغنية، يقال لها: الخياطة، فقال:

أحسنتْ في غنائها الخيَّاطهْ ... وأصابتْ منَ الفؤادِ نياطهْ

إنَّما مجلسُ النَّبيذِ بساطٌ ... فإذا ما انقضى طوينا بساطهْ

وذكر الحاتمي حكاية المأمون مع النضر بن شميل، أكتبها من "حلية المحاضرة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015