الرجل، فيجعلونه فاعلاً، بمطاوعته بأسره، ويقولون فيما لم يسم فاعله، أسر الرجل فيخبرون عنه، كما يخبرون عن الفاعل، فكما جاز أن يعرب كإعراب الفاعل، كذلك جاز أن يجمع كجمعه.
مدح بهذا البيت، الأسود بن المنذر، أخا النعمان بن المنذر وكان غزا أسداً وذبيان، ثم أغار على الطف، فأصاب نعماء وسباء، وأسرى من بني سعد بن ضبيعة بن ثعلبة، والأعشى غائب، فلما قدم أنشده، وسأله أن يهب له الأسرى، ويحملهم، ففعل.
يقول: رب رجل كانت له إبل، فسلبتها، فذهب ما كان يحلب منها في الرفد، ورب رجال أسرهم، فتحكمت فيهم.
وبعد البيت:
وشيوخٍ حربى بشطَّيْ أريكٍ ... ونساءِ كأنَّهنَّ السَّعالي
وشريكينِ في كثيرٍ منَ الما ... لِ فكانا محالفيْ إقلالِ
في "رب" أربع لغات، "رب" مشددة، و"رب" مخففة. قال أبو كبير الهذلي:
أزهيرُ إنْ يشبِ القذالُ فإنَّه ... ربَ هيضلٍ لجبٍ لففتُ بهيضلِ
وفي الكتاب العزيز: (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذينَ كفروا) قرئ بتخفيفها، وتشديدها، و"رب" ساكنة الباء مخففة، و"ربت" بتاء التأنيث.