(50)

فقاما إليه، ولثماه، وغسلا رأسه، وقلما أظفاره، وقصرا من لمته وألبساه من طرائف ثيابهما، وقالا: ما كنا لنهدي للملك هدية، أنفس عنده من ابن أخته.

فخرجا به حتى وصلا إلى الملك، فشراه به، فصرفه إلى أمه، فألبسته من ثياب الملوك، وجعلت في عنقه طوقاً، كانت تلبسه إياه، وهو صغير، وأمرته بالدخول على خاله، فلما رآه، قال: "شب عمرو عن الطوق" فأرسلها مثلاً.

وقال للرجلين اللذين قدما به: احتكما، فلكما حكمكما.

فقالا: منادمتك، ما بقيت وبقينا.

فقال: ذلك لكما.

فهما ندمانا جذيمة، وهما اللذان عنى الشاعر:

ألمْ تعلمني أنْ قدْ تفرَّقَ قبلنا ... خيلاً صفاءٍ مالكٌ وعقلُ

وأنشد أبو علي في الباب.

(50)

كأنَّ مجرَّ الرَّامسات ذيولها ... عليهِ حصيرٌ نمقتهُ الصَّوانعُ

هذا البيت للنابغة الذبياني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015