يعترفون به وقد قال: (كيف تكفرون) فوبخهم بالكفر ولم يكونوا يعترفون بأنهم كفار. فإن قال قائل: ما تقول في قوله: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} [الجاثية: 24] كيف اعترفوا بحياة بعد موت؟ قيل له: معناه «نموت وتحيا أولادنا بعدنا، فكأن حياة أولادنا حياة لنا» وقال قوم: معناه «نموت ونحيا بذكر أولادنا لنا». وهو شبيه بالقول الأول.
وقال السجستاني: هذا من المقدم والمؤخر، أرادوا: «نحيا ونموت» كما قال: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43] فمعناه «واركعي مع الراكعين واسجدي» وكما قال: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} [النحل: 98] فمعناه «فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن» لأن الاستعاذة إنما تكون قبل القراءة لا بعدها واحتج بقول أبي النجم