وقد ترد لافتتاح الجمل، قال تعالى: (ص والقرآن ذي الذكر* بل الذين كفروا في عزة وشقاق).
وأما حرف "نعم" و"بلى" فإنهما للمجاوبة، وتكسر العين من نعم، وتفتح، وقد قرئ في السبع: (قالوا نعم) بفتح العين وكسرها.
لكن "نعم" تكون جوابا في النفي والإثبات، وتصديقا للخبر على ما هو عليه، وأما "بلى" فإنما يجاوب بها في النفي، ويكون معناه حينئذ إيجاب النفي. قال تعالى: ألست بربكم قالوا بلى) فقوله: (ألست بربكم) بحرف الاستفهام جوزته صورة النفي للربوبية، فلو قالوا جوابا عن هذا: نعم، قال سيبويه لكفروا، لأنهم يصدقون بقولهم: نعم، نفي الربوبية، ولكنهم قالوا: بلى، وهي موضوعة لإيجاب ما نفي، فاقتضت إيجاب الربوببية، وإثباتها.
وأما "من" فإنها تكون اسما بمعنى الخير، تقول: أعجبني من عندك.
وتكون استفهاما، تقول: من عندك؟
وتكون شرطا، تقول: من جاءني أكرمه.
وقد تعلق بالنظر في معناها على الجملة أحكام شرعية، منها قوله عليه السلام: "من قتل قتيلا فله سلبه" الحديث، وفيه التنازع بين مالك والشافعي، هل المراد بهذا الحكم يكون السلب للقاتل ضربة لازم، أو المراد به تنفيله للقاتل، وليس بخير عن حكم الله سبحانه في ذلك؟
وأما حرف إذا فإنها للجواب والجزاء، تقول لمن قال لك: أنا أزورك: إذا أكرمك.
وهي إنما تعمل بشرائط منها ألا يعتمد ما بعدها على ما قبلها كقولك: إني إذا أقوم، فهي هاهنا ملغاة لما توسطت بين حرف إن وخبرها.
وقد ذكر بقية أحكامها في كتب النحو، لكن ذكر ابن خويز منداد عن بعض أصحابنا