المصريين قال وذات يوم كان المسمى مصطفى القاياتي, وهو من المدرسين في الأزهر - هو القائل إن سعداً أفضل من النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه جاء بما لم يأت به النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنه رسول الوطنية - كان هذا اللعين حاضراً معهم؛ فأخذ الصليب ووضعه في محراب الأزهر, وقام لعنه الله خطيباً, فدعا إلى اتحاد الإسلام والنصرانية القبطية؛ ودعا الحاضرين إلى صلاة ركعتين جميعاً - مع وضع الصليب في المحراب - وكبر وصلى ركعتين والصليب أمامه يصلي له ولله معا في زعمه, لعنه الله تعالى.
قال المصنف وقد شاهدت كثيراً من اجتماعاتهم في الأزهر وخطبهم, فكان الأزهر يكون كأعظم سوق مختلطاً باليهود والنصارى والملاحدة والفسقه, والخطباء منهم يعلون المنابر واحداً تلو الآخر. انتهى كلامه.
وإذا كان الجامع الأزهر - الذي هو قطب العلم والدين عند المصريين, والذي هو الموضع المرموق المحترم عند المصريين وعند غيرهم من الدول الإسلامية - قد انتكس إلى هذه الحالة السيئة التي ذكرها المصنف عن مشاهدته ومشاهدة شيخه محمد بخيت, فكيف يصح مع هذا أن يقال إنهم على الإيمان وإنهم الطائفة المنصورة؟! هذا لا يقوله من يعلم ما يقول.
وقال المصنف أيضاً في صفحة (108 - 109) ما نصه:
وقد نبذت الدولة التركية أواخر أيام إسلامها الحكم بالفقه الإسلامي المأخوذ من الشريعة أو من القواعد المنسوبة إليها