وأما الحديث الآخر الذي ذكره المصنف عن عبد الله بن رباح. فصوابه: «عبد الله بن وراح» براء ثقيلة ثم حاء مهملة, هكذا ضبطه الحافظ ابن حجر في «الإصابة». وهو معدود في الصحابة فحديثه متصل وليس بمرسل.
وقد ظهر مصداق حديثه في زمنه بل فيه نفسه وفي جزء بن سهيل السلمي رضي الله عنه:
قال جبير بن نفير: كان عبد الله بن وراح قديماً له صحبة, وحدثنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «يوشك أن يؤمر عليكم الرويجل, فيجتمع عليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم, فإذا أمرهم بشيء حضروا» ثم إن عبد الله بن وراح ولي على بعض المدن, فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم, فكان إذا أمرهم بشيء حضروا فيقول: صدق الله ورسوله. رواه الطبراني, قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
وعن جبير بن نفير أيضاً قال: قال ابن حوالة رضي الله عنه كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشيء, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «أبشروا فوالله لأنا لكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته, والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح لكم جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن حتى يعطي الرجل المائة فيسخطها» قال عبد الله بن حوالة: ومتى نستطيع الشام مع الروم ذات القرون؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليفتحها لكم ويستخلفكم فيها حتى تظل العصابة منهم, البيض قمصهم, المحلقة أقفاؤهم,