والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن الآيات الست من أول سورة التكوير ليست واردة في أشراط الساعة كما زعم ذلك المصنف فيها وتأول لأجل ذلك القرآن على غير تأويله, كما تقدم ذلك في مواضع من كلامه وكما سيأتي في مواضع اخر منه.
وأما ما روي عن أبي بن كعب وابن عباس وأبي العالية أن ست آيات منها في الدنيا, فالمراد أنها من جملة الأهوال التي تكون عند قيام الساعة والناس يشاهدون ذلك, لا أنها تكون قبل قيام الساعة بزمن طويل كما توهمه المصنف.
قال الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ست آيات قبل يوم القيامة: بينما الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس؛ فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم, فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت؛ ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش فماجوا بعضهم في بعض فذلك قوله (وإذا الوحوش حشرت) قال: اختلطت (وإذا العشار عطلت) قال: أهملها أهلها. (وإذا البحار سجرت) قال: قالت الجن نحن نأتيكم بالخبر - قال - فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تتأجج, قال فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء العليا, قال فبينما هم كذلك إذ