فصل
وقال المصنف في صفحة (20) ما نصه:
ومن الأمور العظام التي رأيناها كما قال - صلى الله عليه وسلم - الغواصات, وقد ذكرها الله تعالى أيضا في قوله (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم) الآية, وقد قدمنا الحديث الذي خرجه أحمد في مسنده من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن هذه الآية فقال «أما انها كائنة ولم يأت تأويلها بعد» فجاء تأويلها بظهور الطائرات الرامية للقنابل والألغام والغواصات.
ولما لم يكن في زمن المفسرين شيء من ذلك فسروا العذاب من فوق بالملوك, ومن تحت الأرجل بالعبيد, ولا يخفى بطلانه؛ ولكنهم معذورون لأنهم لم يروا ما يصلح أن تطبق عليه الآية كما رأينا نحن.
والجواب عن هذا قد تقدم قريباً (صفحة 22) عند كلام المصنف على الطائرات الحربية.
وقد بينت هناك أن المراد بقوله تعالى (عذابا من فوقكم) الرجم من السماء (أو من تحت أرجلكم) الخسف. وهذا قول أبي بن كعب وأبي العالية ومجاهد وسعيد بن جبير وأبي مالك والسدي وابن زيد وغير واحد من المفسرين, وهو أصح القولين في تفسير الآية, ويدل له ما جاء من الأخبار بوقوع القذف والخسف والمسخ في آخر هذه الأمة. وهذا هو الذي يصلح أن تطبق عليه الآية, لا على التكلف الذي لا مستند لقائله إلا مجرد رأيه.