قال ابن جرير - فيما نقله ابن كثير عنه -: وهذا القول وان كان له وجه صحيح لكن الأول أظهر وأقوى.

قال ابن كثير: وهو كما قال ابن جرير رحمه الله, ويشهد له بالصحة قوله تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور. أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير) وفي الحديث «ليكونن في هذه الأمة قذف وخسف ومسخ» وذلك مذكور مع نظائره في أمارات الساعة وأشراطها وظهور الآيات قبل يوم القيامة. انتهى.

وقد تضافرت الأخبار بوقوع القذف والخسف والمسخ في آخر هذه الأمة, وأكثر ما جاء الوعيد في ذلك لاصحاب الغناء والملاهي وشاربي الخمور, وهي توافق ما قاله أبي بن كعب رضي الله عنه ومن قال بقوله في تفسير الآية الكريمة.

وأما كلام المصنف في معنى حديث أبي هريرة رضي الله عنه فلا يخفى ما فيه من التعسف والتكلف, وما تصوره في معناه فهو تصور فاسد وبيان ذلك من وجوه:

أحدها

أحدها: أن بيوت الشعر لا تكن من القنابل كما زعمه المصنف بل هي أقرب إلى الاحتراق والتلف من بيوت المدر, وهذا لا يخفى على الصبيان فضلا عن الكبار العقلاء.

الوجه الثاني

الوجه الثاني: أن سكان الخيام إذا اختبؤوا عن القنابل في المغارات وتحت الأحجار فلا يقال إن الخيام هي التي تكنهم من القنابل كما تصوره المصنف وإنما تكنهم المغارات والأحجار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015