والجواب أن يقال هذه دعوى المصنف لنفسه وتزكيته لها. والله أعلم هل هو عند الله كذلك أم لا؟ وقد قال الله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).
وقد ذكرت عنه كثيراً مما يخالف ما عليه الطائفة المنصورة, ولا سيما تفسيره لجملة آيات من القرآن بمجرد رأيه, وقوله على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بغير علم, وكذلك استحلاله للكذب والبهتان على أهل نجد وعيبهم بما ليس فيهم, والكذب من النفاق, وسباب المسلم فسوق وكذلك تعظيمه للمظاهر الوثنية والبدع التي تقيمها الصوفية في الموالد, وكذلك استرساله في اللعن والشتائم, وكذلك تقريره لمذهب الجهمية في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن الله تعالى خلق آدم على صورته» إلى غير ذلك مما ذكرته عنه فيما تقدم, فليراجع ذلك وليقارن بينه وبين ما ادعاه لنفسه من مرتبة الكمال, فما أبعدها دعوى من الصحة.
فصل
وقد صدر المصنف كثيراً من عناوين كتابه بقوله: «إخباره - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا» بصيغة الجزم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك. وهو لم يرد صريحاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا من القول على النبي - صلى الله عليه وسلم - بما لم يقله, وقد تواترت الأحاديث بالوعيد الشديد لمن قال على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله, وليس هذا موضوع ذكرها.