تأويله لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن الله خلق آدم على صورته»، والرد عليه

برجل يسبح بحصى فضربه برجله ثم قال لقد سبقتم, ركبتم بدعة ظلماء, أو لقد غلبتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علماً.

وروى ابن وضاح أيضاً عن أبان بن أبي عياش قال سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك يسبح به, فقال: لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا المهاجرات, وبلغني أن ابن مسعود مر على رجل وهو يقول لأصحابه سبحوا كذا وكبروا كذا وهللوا كذا قال ابن مسعود: على الله تعدون أو على الله تسمعون, قد كفيتم الإحصاء والعدة, قال إبان فقلت للحسن فإن سبح الرجل وعقد بيده قال لا أرى بذلك بأساً.

فصل

وقال المصنف في صفحة (107) ما نصه:

ومما ظهر وشاع في هذا الزمان من مقالات الكفار التي روجها هؤلاء المارقون مقالة داروين النشوء والارتقاء, وأن الإنسان أصله قرد, وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه المقالة وبطلانها في الحديث الصحيح المخرج في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «إن الله خلق آدم على صورته» أي صورة آدم التي خلقه عليها, ولم يخلقه في صورة القرد ثم بعد ذلك النشوء والتطور والارتقاء صار إلى هذه الصورة الموجود عليها بنو آدم اليوم.

والجواب أن يقال: أما مقالة داروين فهي كفر صريح لما فيها من التكذيب بما أخبر الله به عن خلقه لآدم من طين, وأن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015