ونهى عن ذلك, كما في الصحيحين وغيرهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أو قال: لما توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرفوا على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم».
وإذا علم هذا فالإنكار على الذين كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر هو الصواب, بدليل ما ذكرنا من الآية وحديث أبي موسى رضي الله عنه.
وأيضا فإن رفع الصوت بالذكر حتى تسمع أصوات الذاكرين في الأسواق وهم من داخل البيوت فيه مراءاة للناس, أو هو مظنة للمراءاة ومشابهة للمرائين. والرياء حرام لأنه من الشرك بالله تعالى وقد قال الله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). وما كان مظنة للرياء ومشابهة المرائين فأقل أحواله الكراهة؛ قاله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وقد روى الإمام أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «خير الذكر الخفي, وخير الرزق ما يكفي. وأيضا فإن الذكر الذي تجتمع له الصوفية لم يكن من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من فعل أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.