وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من ذكر امرأً بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قاله فيه) رواه الطبراني, قال المنذري: وإسناده جيد. وفي رواية له «أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاذ ما قال».
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قاله» رواه الإمام أحمد وأبو داود والطبراني وزاد «وليس بخارج».
الوجه الثالث: أن الله تعالى قال (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وقد زعم المصنف في آخر كتابه أنه من القائمين بالكتاب والسنة ثم خالف قوله بفعله في مواضع كثيرة من كتابه. ومنها هذا الموضع, حيث لم يتثبت في أمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأهل نجد, وتسرع إلى وصفهم بصفة مضادة لصفتهم في الحقيقة. ولو أنه تثبت في أمر الشيخ والنجديين كما تثبت علماء الدين لظهر له ما ظهر لهم من براءة الشيخ والنجديين مما رماهم به علماء الزيغ والضلال من البهتان والإثم المبين.
الوجه الرابع: أن ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وتجديده للدين في أرض نجد كان في أواخر القرن الثاني عشر من الهجرة, لا في أواخر القرن الحادي عشر كما زعمه المصنف.