الله والذين آمنوا). إلى آخر الآية. قال «هؤلاء المنافقون يخادعون الله والذين آمنوا أنهم مؤمنون بما أظهروا».
وروى ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله تعالى (يخادعون الله) قال يظهرون لا إله إلا الله, يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم, وفي أنفسهم غير ذلك.
وأما إفسادهم في الأرض فقال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود, وعن أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال: هم المنافقون. أما (لا تفسدوا في الأرض) فإن الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية. ورواه ابن جرير من طريق السدي.
وقال ابن جريج عن مجاهد: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) قال: إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم لا تفعلوا كذا وكذا قالوا إنما نحن على الهدى مصلحون. رواه ابن جرير: وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) قال: يعني لا تعصوا في الأرض, وكان فسادهم ذلك معصية الله لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية فقد أفسد في الأرض, لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.
قال ابن كثير: وهكذا قال الربيع بن أنس وقتادة.
وروى ابن جرير وغيره عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه