العلم على إحياء العلوم، ونشر الثقافة، وقرر لهم الرواتب، وأفاض عليهم العطايا، وكانت له في ذلك آثار حسنة، وأعمال جليلة (?). وفي هذا يقول العلامة المؤرخ ابن الفوطي الحنبلي (ت 723 هـ) في ترجمة الوالي المذكور: (لما أنفذ الله قضاءه وقدره، وقتل الخليفة، وخربت بغداد، وأحرق الجامع وعطلت بيوت العبادات، تداركهم الله بلطفه فأتاح لهم عناية (عماد الدين) فقدمها وعمَّر المساجد والمدارس، ورمم المشاهد والربط، وأجرى الجرايات في وقوفها للعلماء، والفقهاء، والصوفية، وأعاد رونق الإسلام بمدينة السلام، وفضَّ على الأئمة الخيرات) (?). وقال عن الوالي المذكور أيضًا (ثم فتح المدارس والربط، وأثبت الفقهاء، والصوفية، وأدر عليهم الأخباز والمشاهرات) (?)، وقد أثني على هذا الوالي ومدح كثيرًا، ومن ذلك ما قاله شمس الدين الهاشمي الكوفي في قصيدته التي نظمها بمدحه:

يا ذا العلا يا عمادالدين يا ملكًا ... لعدله سيرة تسمو على السير

لما اصطفاك لهذا الدين منزله ... جبرت منا ومنه كل منكسر

جمعت عدلًا ومعروفًا ومعرفة ... والعدل ما زال منسوبًا إلى عمر (?)

ومما يؤكد عودة الحياة العلمية إلى بغداد بعد سنة من سقوطها، ما ذكره ابن الفوطي: أن الدراسة بالمدرسة المستنصرية - وهي أعظم مدارس بغداد - استؤنفت في عام (657 هـ) (?)، كما استؤنفت الدراسة بالمدرسة النظامية في شهر صفر من عام (658 هـ) (?)، واستؤنفت الدراسة في المدارس الأخرى بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015