{ياأيها} {الإنسان}
(6) - يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ عَلَى كُفْرِهِ وَعِصْيَانِهِ لِرَبِّهِ، مَعَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَعْطَاهُ العَقُلَ وَالقُدْرَةَ عَلَى التَّمِيِيزِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَأَظْهَرَ لَهُ الدَّلاَئِلَ وَالحُجَجَ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَيَقُولُ تَعَالَى للإِنْسَانِ: مَا الذِي غَرَّكَ وَجَرَّأَكَ وَحَمَلَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ الكَرِيمِ العَظِيمِ، حَتَّى أَقْدَمْتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَقَابَلْتَهُ بِمَا لاَ يَلِيقُ عَلَى فَضْلِهِ وَنِعَمِهِ عَلَيْكَ.
وَوَصَفَ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ بِالكَرِيمِ تَنْبِيهاً لِلإِنْسَانِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقَابِلَ الكَرِيمَ بِالأَفْعَالِ القَبِيحَةِ.
مَا غَرَّكَ - مَا خَدَعَكَ وَجَرَّأَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ.