فخض بما بعد من الطرف.
وفرق أبو الحسن بين الجمع والمفرد في هذا الحكم فرأى أن إبدال الضمة كسرة - لتسليم الياء - مخصوص بالجمع، لأن فيه ثقلاً ليس في المفرد، فأوثر بأخف الإعلالين (?) .
ولو كان الأمر كما أدعى لقيل في "عِيْسَة": عِوْسَة، لأنه مفرد، ويمكن الاعتذار لأبي الحسن عن "عيسة" بأن فيه ثقلاً للزوم تأنيثة فأشبه الجمع. وقد حكى الأزهري (?) ان من العرب من يقول:
معوشة في معيشة (?) . وهذا مما يقوي قول أبي الحسن، لأن المعوشة مفعلة من العيش وهو مفرد، ولكن الاستدلال به لايساوي الاستدلال بعيسة ولا يقاربه، لأن جميع العرب يقولون: عيسة. وجمهورهم يقولون معيشة لامعوشة، فثبت أن إبدال الياء فيه واواً حكم مبني على ما استعملة جميع العرب، وإبدال الياء (?) فيه واواً حكم مبني على قول شاذ، والشاذ لايعول عليه (?) .