والسموات وفي جوار الكريم واسع الرحمات فمن دخلها فقد فاز فوزا عظيما لا يشقى بعده أبدا ويخلد فيها طول المدى.

**

اتقوا النار

خلق الله تعالى النار وجعلها مثوى للكافرين وعاقبة للمجرمين والمتكبرين فهو الحكم العدل شديد العقاب وأحكم الحاكمين وحذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنذر وأخبر أنها مثوى الظالمين.

قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} التحريم: 6. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) البخاري13/ 397، مسلم: 67، 68. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((الجنة أقرب إلى أحدكم من شرك نعله والنار مثل ذلك)) البخاري11/ 275.

فالإصرار على بعض المعاصي والكبائر يوجب دخول النار، لكن الخلود فيها للمشركين والكفار، قال تعالى {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} النساء: 14.

أما قول الله تعالى {وإن منكم إلا واردها} مريم: 71. فالورود هنا بمعنى المرور على الصراط المبني فوق جهنم، ثم قال تعالى {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} مريم: 72.

وهنا أقدم لك عرضا سريعا عن وصف النار وعذابها لتحذرها وتبتعد عن كل السبل الموصلة إليها ..

1 - الخلود الدائم؛ قال تعالى {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} النساء: 14. وقال - صلى الله عليه وسلم - ((ثم يقال ... ويا أهل النار خلود فلا موت فيها)) البخاري:4730، ومسلم:2849

2 - أبوابها؛ قال تعالى {لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم} الحجر: 44. أي: فريق معيّن متميز عن غيره.

3 - سعتها وعظمتها؛ قال - صلى الله عليه وسلم - ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) رواه مسلم: 2842.

4 - حرها؛ قال - صلى الله عليه وسلم - ((ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) البخاري:3265 ومسلم:2843.

5 - قعرها؛ قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها)) صحيح الجامع2/ 1662.

6 - دركاتها؛ فللجنة درجات وللنار دركات، قال تعالى {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} النساء: 145.

7 - أوديتها؛ قال تعالى {فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يراءون ويمنعون الماعون} الماعون: 4 - 7. والويل: وادي في جهنم.

8 - سجونها؛ قال - صلى الله عليه وسلم - ((يحشر المتكبرن يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)) صحيح الجامع2/ 8040.

9 - عذابها؛ قال تعالى {يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به مافي بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد} الحج: 19. مقامع: أي مطارق أو سياط، وقال تعالى {كلا إنها لظى. نزاعة للشوى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015