ما أجمل الحياة عندما تُرضي الله تعالى ثم تُرضي نفسك، وما أجمل الدنيا إذا أديت حقوق الله تعالى، وتمتعت بمتاعها، وما أطيب العيش إذا حرمت ما حرم الله تعالى وتلذذت بحلاله، وما أروع السعادة عندما تمارس كل هواياتك بالنية الصالحة.
قال تعالى: {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم} محمد36 ..
إن اللهو واللعب يكون مذموما إذا ضيع فرائض الله وحقوقه وهو ينقسم إلى قسمين:
- قسم مباح بالسّنة، لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة)) صحيح الجامع2/ 4534.
- قسم مباح بالنية. وإليك هذه النوايا في اللهو اللعب:
1 - لاكتساب القوة، وهذه النية تختص بالرياضة.
وللقوة ثلاث فوائد:
- نيل محبة الله تعالى قال - صلى الله عليه وسلم - ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير)) صحيح الجامع2/ 6650.
- لحماية الجسم من الأمراض، والتقوية على العبادة.
- للدفاع عن النفس والأهل والضعيف، وعن جميع المسلمين إذا اعتدى عليهم الأعداء. والدفاع والقوة أمر واجب على المسلمين، قال تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} الأنفال60. أي: أعدوا للكفار. وحث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي)) صحيح الجامع1/ 2633.
2 - لتقوية العقل وتنميته، وهذه النية تختص باللعب الذي ينمي التفكير ويشغل الذهن فهو يورث الذكاء والفطنة.
وللذكاء والفطنة أربع فوائد:
- لحفظ القرآن ووعي الدين وفهمه والتفقه فيه.
- لتأليف الكتب والمطويات .. وغيرها لنشر الدعوة.
- اختراع المسلمين خطط يواجهون بها أعداءهم، أو طريقه مؤثرة للتعامل مع الأشخاص الآخرين لتأليف قلوبهم ودعوتهم.
- للتحكم في صرف الأموال، وحمل المسؤولية التي تجب على كل مسلم.
3 - للترويح عن النفس، ففيه التنشيط على العبادة وحُبها وتأديتها على الوجه الكامل.
4 - لإدخال السرور على الآخرين، إما باللعب والمزاح معهم أو بمشاركتهم في اللهو واللعب، قال - صلى الله عليه وسلم - ((أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم)) صحيح الجامع:1/ 176
5 - للإقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كان عليه السلام يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها، وكان يتسابق على ناقته العضباء، وورد أنه كان لا يسابق بها أحدا إلا سبقه، فجاءه أعرابي في يوم على بعير وقال: أتسابقني يا محمد؟ فسابقه النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبقه الأعرابي، فكبر ذلك على الصحابة - أي شق - فقال - صلى الله عليه وسلم - ((إنه حقا على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه)) البخاري:6/ 55، وقال