يجب على كل مسلم أن يحذر من نوايا السوء فخطرها عظيم فهي توقع الهلاك بالعبد وتجعله يقع في أخطر الذنوب ألا وهو الشرك الأصغر ((الرياء)) وإليك بعضا من أخطارها:
1 - النية السيئة والرياء سبب من أسباب دخول النار قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكن قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)) رواه مسلم:1905
2 - النية السيئة سبب لكسب الذنوب قال - صلى الله عليه وسلم - ((الدنيا لأربعة نفر ... وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء)) صحيح الجامع1/ 3024.
3 - النية السيئة تهلك العبد قبل وقوع العمل قال - صلى الله عليه وسلم - ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فسئل: هذا القاتل فما بال المقتول قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه)) البخاري:1/ 81،مسلم:2888
4 - النية السيئة تحبط العمل وإن كان صالحا، قال - صلى الله عليه وسلم - ((بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) صحيح الجامع1/ 2824.
وهذا العمل مثل ما يفعله الناس اليوم كمن يكثر من الصلاة والصيام والصدقة لينال رتبة عالية أو نجاح أو شهادة أو غيرها ..
**
إن المتأمل في فضل النية يجد فيها منهج حياة متكامل يكفل لمن تمسك به السعادة في الدنيا والآخرة.
وللنية طرق كثيرة جدا فأول هذه الطرق وأهمها نيتان هما:
1 - أن تنوي أن تعبد الله وحده ما دمت حيا.
2 - أن تنوي أن تطبق حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم)) البخاري:7288، ومسلم:1337
فهاتان نيتان أساسيتان يجب على كل مسلم أن ينويهما ثم تليها نية أخرى وهي أن تنوي أن تتقرب إلى الله عز وجل بفعل النوافل والمستحبات وأن تبتعد عن كل ما يكره وعن جميع الشبهات بقدر استطاعتك.