{وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى} أي وجدك بين أهل الضلال، معرضاً له فعصمك منه، وهداك للإيمان، وإلى إرشادهم إليه. فالهدى خير من الضلال وقد نشأ في عصر تفشت فيه عبادة الأوثان، وانتشرت فيه اليهودية والنصرانية؛ ورأى بعينه ما في هذه الأديان من أباطيل، وما يستمسكون به من أضاليل؛ فحماه الله تعالى من الوقوع في براثن الوثنية، وعصمه من السقوط في وهاد
-[754]- اليهودية والنصرانية. ورغماً عن ذلك فقد كان أهله وعشيرته - عن آخرهم - يعبدون الأصنام؛ وجدير بمن نشأ في عصر كله ضلال أن يكون ضالاً؛ لولا أن أغاثه مولاه بعنايته، وأدركه بلطفه وهدايته