من علم أبي معشر خاصة في المغازي والتاريخ عندما تتلمذ عليه وهو في المدينة1.

وقد اتصل الواقدي بالخلفاء العباسيين، بدءًا من هارون الرشيد عن طريق علمه وسعة معلوماته عن الغزوات ومشاهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد روي أن أمير المؤمنين هارون الرشيد لما حج في أول سنة من خلافته سنة 170هـ. قال ليحيى بن خالد البرمكي: "ارتد لي رجلًا عارفًا بالمدينة والمشاهد، وكيف كان نزول جبريل -عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أي وجه كان يأتيه، وقبور الشهداء، فسأل يحيى ابن خالد عن العالم الذي تتوفر فيه تلك الصفات التي طلبها الخليفة فدله الناس على الواقدي، وذلك حسب قوله هو -أي الواقدي- فقد قال: "كلهم دله علي، فبعث إلي فأتيته، وذلك بعد العصر، فقال لي يا شيخ؛ إن أمير المؤمنين -أعزه الله- يريد أن تصلي العشاء الآخرة في المسجد، وتمضي معنا إلى هذه المشاهد، فتوقفنا عليها، ففعلتُ، ولم أدع موضعًا من المواضع، ولا مشهدًا من المشاهد إلا مررت بهما -يعني: الخليفة هارون الرشيد ووزيره يحيى بن خالد البرمكي- عليه. ومنحاه مالًا كثيرًا وطلب إليه يحيى بن خالد البرمكي -الذي كانت كلمته نافذة في الدولة العباسية كلها في ذلك الوقت- أن يصير إليه في العراق، ففعل، وتوطدت صلته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015