الرسول وكل ما يتعلق بها من أحكام وتشريع وآداب. فلما بدأ عهد التدوين كانت المغازي أول ما حظي بالاهتمام الأكبر من العلماء، وبدأوا في تدوينها مستقصين كل أخبارها، ومتتبعين خطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل غزواته، حتى إن بعضهم -محمد بن عمر الواقدي، على سبيل المثال -كان يحرص على مشاهدة مواقع الغزوات بنفسه، ويتفقد الميادين التي شهدت جهاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
بل إن الاهتمام بمغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبقَ مقصورًا على مؤلفات علماء المغازي والسير، فعلماء الحديث من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد وغيرهم قد ضمنوا كتبهم أبوابًا عن مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهذا -ربما- اكتفى محمد بن سعد بأن سمى كتاب ابن إسحاق كتاب المغازي. ثم أخذت فكرة الكتاب في هذا المجال تنمو وتتطور حتى شملت حياة الرسول كلها والتأريخ للدعوة والدولة الإسلامية في عهده صلى الله عليه وسلم وهذا ما يفهمه الناس الآن؛ إذا تحدثوا عن السيرة النبوية.
متى ألف ابن إسحاق؟:
الرواية المشهورة أن محمد بن إسحاق ألف كتابه -السيرة والمبتدأ والمغازي- في العراق بتكليف من الخليفة العباسي المشهور أبي جعفر المنصور، فالبغدادي في تاريخ بغداد،