مما جعلهم مصدرًا موثوقًا به عن أخبار سير ومغازي رسول الله، وقد استفاد مواليهم من صلتهم بهم؛ ومن أبرزهم عالمنا هذا الذي نحن بصدد الحديث عنه، وهو موسى بن عقبة الذي كان له أخوان أكبر منه سنًّا، وهما إبراهيم ابن عقبة، ومحمد بن عقبة، وكان الثلاثة من أبرز تلاميذ مدرسة المدينة المنورة في الفقه والحديث, وإن كان موسى قد برز واشتهر في علم المغازي، وكان ثقة عند العلماء حتى استحق أن يقول عنه الإمام مالك بن أنس: "عليكم بمغازي ابن عقبة، وهي أصح المغازي"1.
وقد كتب سيرة مختصرة موجزة، لم تصل إلينا كاملة، وإنما وصلتنا منها مقتطفات في طبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري, ويروي موسى بن عقبة أن أحد موالي عبد الله بن عباس -وهو كريب بن أبي مسلم- وضع عنده حمل بعير من كتب ابن عباس، مما يدل على أن التدوين قد بدأ مبكرًا، غير أن معظم مدونات الفترة الأولى قد ضاعت, وقد توفي موسى بن عقبة سنة 141هـ.