لذا يجب على الأولياء إبعاد أطفالهم عن المحرمات، ومنعهم من تعاطيها، ومعاتبتهم عليها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحسن بطرح التمرة ورميها مِنْ فيه مع أنه طفل لا تلزمه الفرائض، ولم تَجْرِ عليه الأقلام.
قال الإمام النووي رحمه الله: "وفي الحديث أن الصبيان يُحَذّرون مما يحذر منه الكبار، وهذا واجب على الولي" (?) .
ولا ينسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرن توجيهه للصغار بالقول حينما يكون ذلك كافياً في التوجيه والتعلم. ومن ذلك حينما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن أبي سلمة وهو لا يحسن الأكل من الإناء، فوجَّهه توجيهاً لطيفاً إلى آداب الأكل. فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما يقول: "كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة (?) فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، سَمِّ الله وكل بيمينك وكُلْ مما يليك" فما زالت طعمتي بعد (?) (?) .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم علَّم عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه آداب الأكل بالرغم من صغر سنه. ومما يدل على ذلك مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بقوله: "يا غلام"، والغلام - كما بيَّن العلماء - هو الصبي من حين يولد إلى أن يبلغ الحلم (?) .