نزلت هذه الآية لتبين لأهل الكتاب الطريق الصواب بعد أن انحرفوا عن الحق واتبعوا هوى النفس والشيطان، وبعد ما فرطوا في أمور دينهم والخروج على القيم والأخلاق والآداب.

{يُبَيِّنُ لَكُمْ} هذا في الآية تفيد العموم، ويدخل فيه ما يبينه لكم مما كنتم تخفون من الكتاب لإِقامة الحجة عليكم، ولو لم يكن رسولًا من عند الله لما عرف ذلك، وحتى تقوم عليكم الحجة، وحتى لا تقولوا يوم القيامة {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ} (?).

وسبب نزول الآية كما ذكر ابن عباس قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود إلى الإِسلام فرغّبهم فيه وحذّرهم فأبَوا عليه، فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة (?) وعقبة بن وهب (?): يا معشر يهود اتقوا الله فوالله لتعلمنّ أنه رسول الله وقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه تصفونه لنا بصفته، فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهودا؛ إنا ما قلنا لكم هذا، وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى، ولا أرسل بشيرًا ولا نذيرًا بعده. فأنزل الله هذه الآية للرد عليهم (?).

وأوضح الفترات وأبرزها لنا هي الفترة التي كانت بين عيسى ومحمد عليهما السلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015