أُرسلت به (?) إلا كان من أصحاب النار".
أما كونه - صلى الله عليه وسلم - مبعوثًا إلى الناس كافة فهذا معلوم من دين الإِسلام بالضرورة، وأما ما جاء من زعم النصارى أنه رسول إلى العرب خاصة؛ فهو قول ظاهر البطلان وإنهم لما صدّقوا بالرسالة لزمهم تصديقه في كل ما يخبر به، وقد قال إنه رسول الله إلى الناس عامة والرسول لا يكذب فلزم تصديقه (?). ويقول شيخ الإِسلام ابن تيمية (?) رادًّا على شبهة أهل الكتاب بقوله: "إما أن يقروا برسالته أي برسالة نبينا محمد أو لا يقروا فإن أقروا بأنه رسول أرسله الله لم يمكن مع ذلك تكذيبه، بل يجب الإِقرار برسالته إلى جميع الخلق كما أخبر بذلك الله سبحانه وتعالى ورسوله. وقد أجمع أهل الملل قاطبة على أن الرسل معصومون فيما يبلِّغونه عن الله تبارك وتعالى، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يمهل أحدًا يكذب عليه ويدّعي النبوة بل يعاجله بالعقوبة" (?).
قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 44 - 47]
وما فعله - صلى الله عليه وسلم - من إرسال الرسل إلى ملوك الفرس في العراق وملوك الروم في الشام وملوك الأقباط في مصر من الأدلة التي تؤكد على أن رسالته إلى الناس كافة وأنها باقية إلى أن تقوم الساعة "وإن نصوص الإسلام وواقعه العملي يدلان دلالة قاطعة على أنه دين عالمي وأن رسالته للعالمين" (?).