وتغير عناصر الأمة بالشكل المذكور أعلاه يؤدي إلى تغير مماثل في القيم والفضائل، والأخلاق التي توجه شبكة العلاقات الاجتماعية، فتصبح كما يلي:
1- تدور الأعمال والممارسات حول تجسيد عناصر الرسالة الثلاثة في حياة الأمة، حيث يتركز تطبيق "الأمر بالمعروف" حول التوافق مع سنن الله وأقداره وقوانينه، ويتركز تطبيق "النهي عن المنكر" حول اتقاء الاصطدام بهذه السنن والأقدار والقوانين، ويتركز تطبيق "الإيمان بالله" حول وقاية الإنسان المؤمن من مرض "الطغيان"، وادعاء الألوهية في حالة القوة والغنى، ومن مرض "الهوان"، والرضى برق "الأشخاص والأشياء" في حالات الضعف والفقر والتبعية.
2- ينتظم سلم القيم في الأمة حول محور "الفكرة توجه القوة". ويكون التجسيد العملي لذلك هو تسلم "فقهاء الرسالة وحكمائها، وخبرائها" وظيفة "أولي الأمر" الذين قرن القرآن طاعتهم بطاعة الله ورسوله. أما مؤسسات "القوة"، وما فيها من أمراء وقادة ورؤساء وحاكمين، فيشكلون -الأجهزة- التي تنفذ ما يشرعه "أولوا الأمر" العلماء والمفكرون، والمصادر الإسلامية واضحة جلية في تحديد مسئوليات "العلماء" و"الرؤساء" وتصنيفها. ففي تفسير الطبري عن ابن عباس، وغيره أن "أولي الأمر" هم: أهل الفقه في الدين والعلم والعقل1. وعند الرازي أن غالبية العلماء ترى أن "أولي الأمر" هم العلماء وآخرون يرون أنهم العلماء والأمراء2. وعند ابن تيمية: العلماء والأمراء3 أو أهل الكتاب وأهل الحديد4.
ولقد تجسدت "ولاية الأمر" لأهل الفقه والعلم والدين، والعقل في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم.