الخاطئة للزهد التي عززت الرضى بالفقر، وجعلته من سمات الصلاح والصالحين. فالمؤمنون مدعوون -في القرآن- للسعي في مناكب الأرض -أي مراكز الثقل الاقتصادي فيها- لجمع المال، فإذا جمعوه بالأساليب المشروعة الكريمة زهدوا به فأنفقوه وانتفعوا به، ونفعوا غيرهم بالأساليب المشروعة التي تحفظ الكرامات، ولا توقع تحت ضغوط الفاقة والحاجة. فهذا هو مفهوم الزهد الذي وجه إليه -صلى الله عليه وسلم- حين علم أصحابه أن الزهد ليس بإضاعة المال، وتحريم الحلال وإنما الزهد أن يكون المؤمن أوثقف بما في يد الله مما في يده، فيعتدل في جمعه ويسهل عليه إنفاقه1.
وتتكرر التوجيهات النبوية في هذا المجال حتى لا تدع مجالا للغموض أو اللبس. من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم:
- "خيركم من لم يترك آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته، ولم يكن كلا على الناس".
- "من استطاع منكم أن يقي دينه وعرضه بماله فليفعل".
- "إن الفاقة لأصحابي سعادة، وإن الغنى للمؤمنين في آخر الزمان سعادة".
- "يا جابر لا عليك أن تمسك عليك ما لك فإن لهذا الأمر مدة" 2.
- "يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهن للعيش".
- "إذا كان آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم، والدنانير يقيم الرجل بها دينه ودنياه" 3.