دعمته مقدرات النفس العقلية والتنظيمية، ومقدرات العمل والإنتاج، وأخيرًا المقدرات القتالية مع بقاء الباب مفتوحا لأية بادرة تجنح للسلم، وتوقف سفك الدماء.
وتتضح أهمية -الجهاد القتالي- في حياة الإنسانية كلها حين نرى أن الأفكار، والثقافات التي توجه سياسات غير المسلمين -خاصة في الغرب- لم تتخل بعد عن حب العدوان والسيطرة في الخارج، والطبقية والاستغلال في الداخل تطبيقات لمسلمة -الصراع والبقاء للأقوى- التي يتقبلها العقل الغربي دون مناقشة، ولا مراجعة وينطلق منها في ممارساته الإدارية والسياسية1. فالغرب يعتبر القتال الخارجي، والصراع الداخلي أداتين حيويتين من أدوات الصراع وبقاء الأقوى. وهو ينظر للقتال كضرورة بيولوجية لبتر العناصر الضعيفة لصالح العناصر القوية. ومن هنا اشتدت عناية الغرب بالحياة العسكرية، وإنتاج الأسلحة وتطويرها. وهذه فلسفة بعيدة الغور في تاريخ الفكر الغربي بدأت بعرقية اليونان والرومان وانتهت بـ"الدارونية الاجتماعية". والأفكار التي تناولت قتال الأقويا لإبادة الضعفاء عديدة، وكثيرة شاعت منذ مطلع القرن العشرين، وما زالت تنمو وتتوسع وتنتشر، وتوجه الممارسات السياسية والعسكرية2.