لتستثمر عند الحاجة لها من أجل نصرة "جنسيات" و"ثقافات" العصبيات العائلية والقبلية، والطائفية والإقليمية والقومية.

فإذا أحاط -إنسان التربية الإسلامية- بهذا كله أمكنه الوقوف على الحكمة من التوجيهات النبوية التي تدرج الارتداد إلى هذه "الثقافات" و"الجنسيات" العصبية في قائمة الكبائر الملقية في النار1.

5- بلورة المعادلات العملية لكل من "الهوية"، و"الجنسية" و"الثقافة" الإيمانية ثم تربية -إنسان التربية الإسلامية- على الولاء لها، وتدريبه على ترجمتها إلى قيم ونظم سياسية، وإدارية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وثقافية وعلى إقامة المؤسسات، وتوفير الأدوات اللازمة لتطبيق النظم المذكورة. وأي قصور في هذه المجهودات المطلوبة سوف يقود إلى قصور في التطبيقات العملية، والاقتصار على التلقين النظري، وسوف تكون آثار هذا القصور مثل آثار تجربة السلوكيين على الكلب الذي اعتاد على أكل الدجاج الحي، حين علقوا بعنقه دجاجة ميتة لا يستطيع الوصول إليها، ولا التخلص من نتنها، فكانت النتيجة أن رائحة النتن انتهت بالكلب إلى كراهية الدجاج، والهروب من رؤيته حيا وميتا.

وهكذا التربية التي تقتصر على التلقين دون التطبيق، فإنها تنتهي بالإنسان إلى اليأس والإحباط، وعدم تصديق الدعاوى المنادية بالقيم الخيرة، والأعمال الإيمانية الصالحة. وهنا تبدو حكمة الله تعالى في تخصيص أكبر مقته للذين يقولون ما لا يفعلون.

6- إعادة تأصيل طرق وأساليب إخراج الفرد المؤمن بحيث تتفاعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015