قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال: إني أخاف دعوة محمد. قالوا له: كلا، فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به.
قال البيهقي: كذا قال عباس بن الفضل وليس بالقوي: لهب بن أبي لهب، وأهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، وقال بعضهم: عتيبة"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف الإسناد جداً، العباس بن الفضل الأنصاري والعباس بن الفضل الأزرق قال الذهبي في "الميزان": جعلهما ابن عدي واحدا فوهم.
وقال المزي: فرق أبو حاتم وغيره بينهما وهو الصحيح إن شاء الله تعالى" تهذيب الكمال 14/ 244
وقال الحافظ: خلطهما ابن عدي فوهم" تهذيب التهذيب
وهما ضعيفان جداً أما الأنصاري فقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث. وأما الأزرق فقال البخاري وأبو حاتم: ذهب حديثه، وكذبه ابن معين، وقال أبو زرعة: منكر الحديث
وللحديث شاهد عن هبار بن الأسود وعن قتادة مرسلاً وعن طاوس مرسلاً.
فأما حديث هبار بن الأسود فأخرجه ابن منده كما في "الإصابة" (10/ 235 - 236) من طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن أبي الزناد
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة" (3/ 207) من طريق داود بن إبراهيم العقيلي عن حماد بن سلمة
كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن هبار في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك"
وخالفهما زهير بن العلاء العبدي فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلاً، ليس فيه عن هبار.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 436) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 339)
ولم ينفرد هشام به بل تابعه أخوه عثمان بن عروة عن أبيه عن هبار قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلى الشام وتجهزت معهما فقال ابنه عتيبة: والله لأنطلقنّ إليه فلأوذينه في ربه، فانطق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دنى فتدلى