قلت: عبد الملك هذا لم أر من ترجمه.

وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ابن وهب أني أبو هانىء سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنّ لي خادما، قال: فأنت من الملوك.

قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنّا والله ما نقدر على شيء. لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم. إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا" قالوا: فإنّا نصبر لا نسأل شيئا.

أخرجه مسلم (2979)

وتابعه حيوة بن شريح المصري ثنا أبو هانىء به، إلا أنّه قال "بسبعين أو أربعين خريفا"

أخرجه ابن حبان (678)

الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ابن عمرو قال: بينا أنا جالس في المسجد ونفر جلوس، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسجد نصف النهار، فانطلق إليهم فجلس معهم، فلما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس إليهم قمت إليه، فأدركت من حديثه وهو يقول "بشر فقراء المهاجرين، إنّهم ليدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما".

أخرجه الدارمي (2847) والبيهقي في "البعث" (411) والطبراني في "مسند الشاميين" (2025). عن عبد الله بن صالح المصري وابن حبان (677) عن ابن وهب قالا: ثني معاوية بن صالح به.

وإسناده صحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015