وأنا فيهن، فسمع ضوضاءهنّ فقال "يا معشر النساء، أنتنّ أكثر حطب جهنم" قالت: فناديت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنت جريئة على كلامه، فقلت: يا رسول الله، بماذا؟ قال "إنّكنّ إذا أُعطيتنّ لم تشكرن، وإذا ابتلبتنّ لم تصبرنّ، وإذا أمسك عنكنّ شكوتنّ. وإياكنّ وكفر المنعمين" فقلت: يا رسول الله، وما المنعمون؟ قال "المرأة تكون تحت الرجل قد ولدت الولدين والثلاثة، فتقول: ما رأيت منك خيرا قط".
وإسناده حسن، داود العطار ثقة، وابن خثيم وشهر صدوقان.
ولم ينفرد داود العطار به بل تابعه يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم به.
أخرجه الطبراني (24/ 168).
4659 - عن سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: كان معنا رجل يقال له أحمر كان شجاعا وكان إذا نام غط فإذا طرقهم شيء صاحوا به فيثور مثل الأسد، فغزاهم قوم من هذيل في الجاهلية فقال لهم ابن الأثوع -وهو بالثاء والعين المهملة- لا تعجلوا حتى انظر فإن كان أحمر فيهم فلا سبيل إليهم فاستمع فإذا غطيط أحمر فمشى إليه حتى وضع السيف في صدره فقتله وأغاروا على الحي، فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح أتى ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة وهو على شركه فرأته خزاعة فعرفوه فأقبل خراش بن أمية فقال: أخرجوا عن الرجل فطعنه بالسيف في بطنه فوقع قتيلا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل، ولقد قتلتم قتيلا لأدينه".
قال الحافظ: قال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: فذكره.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال: لما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- ما صنع خراش بن أمية قال "إنّ خراشا لقتال" يعيبه بذلك" (?).
الحديث في سيرة ابن هشام (المجلد الثاني ص 414 - 415) عن ابن إسحاق به.
وسعيد بن أبي سندر لم أعرفه.
وله شاهد عن أبي شريح الخزاعي أخرجه ابن إسحاق أيضًا بإسناد حسن.
وانظر الإرواء 7/ 276 - 279