كلهم عن ابن لهيعة (?) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أنّ نافع بن كيسان الدمشقي حدّثه أن أباه كيسان حدّثه أنّه كان يتجر بالخمر فذكر الحديث.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كيسان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة".

قلت: وهو ضعيف، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما.

وتابعه محمد بن عبد الله الطائفي عن نافع بن كيسان به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة" (2/ 387) والطبراني في "الكبير" (19/ 196) وأبو نعيم في "الصحابة" (5878) والخطيب في "المتفق والمفترق" (174) من طريق يحيي بن أبي كثير عن إسماعيل بن أبي خالد الفدكي عن محمد بن عبد الله الطائفي به.

قال الهيثمي: وفيه نافع بن كيسان وهو مستور" المجمع 4/ 88.

قلت: اختلف في صحبته: فذكره طائفة في الصحابة، وذكره جماعة في التابعين.

وللحديث طريق أخرى يرويها عامر بن يحيى المَعَافري أنّ رجلًا حدثه أن كيسان حدّثه.

أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة" (8/ 320) هكذا.

ورواه ابن وهب في "الموطأ" (51) عن عمرو بن الحارث المصري أن عامر بن يحيى المعافري حدثه أنّ رجلين من أهل مكة، وذكر الحديث مرسلًا.

وللحديث شواهد فيتقوى بها، منها: ما أخرجه مسلم (1579) من طريق عبد الرحمن بن وعلة أنّه سأل ابن عباس عما يعصر من العنب؟ فقال ابن عباس: إنّ رجلًا أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- راوية خمر. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "هل علمت أن الله قد حرّمها؟ " قال: لا.

فسارّ انسانا. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "بم ساررته؟ " فقال: أمرته ببيعها؟ فقال "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها" قال: ففتح المزاد حتى ذهب ما فيها.

ومنها عن تميم الداري وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أشعرت أنّها قد حرّمت بعدك".

وذكر الهيثمي أيضًا شواهد أخرى فانظرها في "المجمع" (4/ 88 و89 و90)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015