قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 1/ 634 - 636): حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس (?).
وحدثني (?) عبد الله بن أبي بكر أيضا.
قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجة وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه. قال: فلما سمعتها جعلته من شأني، فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مِرْضخة النوى حين يضرب بها. قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عامّة يومي، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها.
ثم مرّ بأبي جهل وهو عَقِير، مُعَوّذ بن عَفْراء، فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق. وقاتل معوذ حتى قتل، فمرّ عبد الله بن مسعود بأبي جهل، حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلتمس في القتلى، وقد قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني (?) - "انظروا، إن خفي عليكم في القتلى، إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت يوما أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جُدْعان ونحن غلامان، وكنت أشفَّ منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه، فجُحِش في إحداهما جحشا لم يزل أثره به"
قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته، فوضعت رجلي على عنقه، وقد كان ضَبَث بي مرّة بمكة فآذاني ولكزني، ثم قلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني، أعْمَدُ من رجل قتلتموه، أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله.
قال ابن إسحاق (?): وزعم رجال من بني مخزوم أنّ ابن مسعود كان يقول: قال لي: