وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه ثابت البُنَاني عن أنس أنّ عبيد الله بن زياد قال: يا أبا حمزة، هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الحوض؟ فقال: لقد تركت بالمدينة لعجائز يُكثرن أن يسألن الله أن يوردهن حوض محمد - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه أبو يعلى (3355) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا حماد عن ثابت به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (715) عن هُدْبة بن خالد البصري ثنا حماد بن سلمة به.
وإسناده صحيح، عبد الرحمن بن سلام صدوق، والباقون ثقات.
ولم ينفرد حماد به بل تابعه سليمان بن المغيرة البصري عن ثابت به.
أخرجه البيهقي في "البعث" (157)
الثاني: يرويه حميد الطويل عن أنس قال: دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون بينهم الحوض فلما رآني قال: قد جاءكم أنس، فانتهيت إلى القوم، فقالوا: ما تقول في الحوض يا أنس؟ قال: فاسترجعت وقلت: ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكرون الحوض، لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت الله -عَزَّ وَجَلَّ- أن يوردها حوض محمد - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد" (1609) والآجري في "الشريعة" (838) والحاكم (1/ 78) والبيهقي في "البعث" (158) من طرق عن حميد به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: وهو كما قال.
الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه:
- فقال يونس بن محمد المؤدب: أنبأ حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أنّ قوما ذكروا عند عبيد الله بن زياد الحوض فأنكره وقال: ما الحوض، فبلغ ذلك أنس بن مالك فقال: لا جرم والله لأفعلن، فأتاه فقال: ذكرتم الحوض؟ فقال عبيد الله: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكره؟ فقال: نعم، يقول أكثر من كذا وكذا مرة "إنّ ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة أو بين صنعاء ومكة، وإن آنيته أكثر من نجوم السماء"
أخرجه أحمد (3/ 230) عن يونس به.
وتابعه حسن بن موسى الأشيب عن حماد به.