قال: وضلت ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها، فركب، فسرنا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرفنا ذلك فيه، فتنخَّى منتبذا خلفنا، فجعل يغطي رأسه فيشتد عليه حتى عرفنا أنّه قد أنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنّه أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1].
وأخرجه الطيالسي (ص 49 - 50) عن شعبه به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 218)
وتابعه سفيان الثوري ثنا جامع بن شداد به.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان وشعبة قالا: ثنا جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكر نحوه، ولم يذكر قصة الناقة وما بعدها.
قال البزار: وهذا الحديث بهذا الحرف لا نحفظه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
قلت: عبد الرحمن بن أبي علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا جامع بن شداد، والباقون ثقات.
ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود، قال: لما انصرفنا من غزوة الحديبية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من يحرسنا الليلة؟ " قال عبد الله: فقلت: أنا، حتى عاد مرارا, قلت: أنا يا رسول الله, قال: "فأنت إذاً" قال: فحرستهم حتى إذا كان وجه الصبح أدركني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنّك تنام" فنمت فما أيقظنا إلا حرّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصنع كما يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلّى بنا الصبح, فلما انصرف قال: "إنّ الله -عَزَّ وَجَلَّ- لو أراد أن لا تناموا لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم, فهكذا لمن نام أو نسي"
قال: ثم إنّ ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإبل القوم تفرقت، فخرج الناس في طلبها، فجاءوا يإبلهم إلا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خذ ههنا" فأخذت حيث قال لي، فوجدت زمامها قد التوى على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد، قال: فجئت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا لقد وجدت زمامها ملتويا على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد.
قال: ونزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]
أخرجه أحمد (1/ 391) والهيثم بن كليب (840 و 841)