وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه ابن ماجه (1344) وابن نصر (ص 171 - 172) والنسائي (3/ 216) وفي "الكبرى" (1459) وابن خزيمة (1172) والحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15) من طرق عن الحسين بن علي الجُعْفي ثنا زائدة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غَفلة عن أبي الدرداء مرفوعا "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل"

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنّهما عللاه بتوقيف روي عن زائدة"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية حبيب بن أبي ثابت عن عبدة عن سويد عن أبي الدرداء، والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا.

وقال ابن خزيمة: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة"

وخالفه معاوية بن عمرو الأزدي فرواه عن زائدة بن قدامة وأوقفه على أبي الدرداء.

أخرجه الحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15)

وقال الحاكم: وهذا مما لا يوهن فإنّ الحسين بن علي الجعفي أقدم وأحفظ وأعرف بحديث زائدة من غيره.

واختلف فيه على الأعمش، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن زِر بن حبيش عن أبي الدرداء قوله.

أخرجه ابن نصر (ص 172) وابن خزيمة (1173)

وقال: وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة قال مرة: عن زر، وقال مرة: عن سويد بن غفلة، كان يشك في الخبر أهو عن زر أو عن سويد"

ثم أخرجه (1174) من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن عبدة عن زر أو سويد -شك عبدة- عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر موقوفا.

قال: وعبدة رحمه الله قد بيّن العلة التي شك في هذا الإسناد أسمعه من زر أو من سويد فذكر أنّهما كانا اجتمعا في موضع فحدث أحدهما بهذا الحديث فشك من المحدث منهما ومن المحدث عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015